تصنيفات المقال:
الآداب والأخلاق
تاريخ النشر: 9 رجب 1436هـ الموافق 27 أبريل 2015م
عدد الزيارات: 3825
قال تعالى: ( لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً ) النور:63]
لا تقولوا: يا محمد، حتى الكنية نفسها -وكنيته عليه الصلاة والسلام أبو القاسم- ثبت عنه من طرق كالجبل الأشم أنه قال: (تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي) .
لكن أهل العلم على خلاف في هذه المسألة:
١- منهم من رأى تحريم التكني بكنيته
٢- ومنهم من رأى جواز ذلك
وإنما اختلفوا في العلة: فمن نصب علة فقال -كما ورد في الحديث- إن سبب قول هذا الحديث (أن رجلاً نادى آخر، فقال: يا أبا القاسم! ينادي صاحبه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لبيك! فقال: لم أعنك، أي: أنا أقصد رجلاً آخر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي) لأن نداءه هو السبب وقد زال السبب بموته صلى الله عليه وسلم.فحينئذ الحكم يدور مع العلة وجوداًوعدماً، فحيث وجدت العلة وجد الحكم، وحيث انتفت العلة انتفى الحكم، وقد انتفت العلة، هذا كلامهم، لذلك قالوا: لا نرى بأساً أن يدعى الرجل بأبي القاسم، وعليه فقد تكنى بها جماعة من العلماء والمحدثين من أشهرهم أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، وابن عساكر صاحب التاريخ الكبير الذي هو تاريخ دمشق طبع منه خمس وستين مجلداً حتى الآن.من كرامة الرجل أن تناديه بكنيته، أو تناديه بلقبه، لا تناديه بالاسم.
فالأعراب كانوا ينادون: يا محمد! فقال الله عز وجل لهم: (لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا) [النور:63] يعني: إذا أردت أن تنادي (فلا تقل: يا محمد!) بل يجب أن تعظمه، فإما أن تناديه بكنيته (فتقول: يا أبا القاسم،) أو تناديه بلقبه فتقول: يا رسول الله
. اللهم صل على محمد وآله وصحبه وسلم