تصنيفات المقال:
الدعوة إلى الله
تاريخ النشر: 14 رجب 1437هـ الموافق 22 أبريل 2016م
عدد الزيارات: 20529
أكرر ولا أزال أكرر ينبغي على الجماهير: أن تفرغ طلاب العلم فلا ينفقون أوقاتهم في طلب المعاش ، بل يتفرغون لإتقان العلم وأصوله للذود عن هذا الدين ، هذا واجب على العوام . أنت أيها التاجر الغني لا تعلم شيئًا عن الأصول ، ولا تستطيع أن ترد عن دينك اكفل طالب علم ، كان طلاب العلم قديمًا تكفلهم الدولة ولهم أعطيات لذلك كان بدل الواحد ألف واحد في ديار المسلمين ، فمع كثرة العلماء لا يستطيع المبتدعة أن يطلوا برءوسهم على السنة ولا يتكلموا.
الآن كثير ممن يشار إليهم بالبنان يصعدون المنابر فيكذبون على النبي r من حيث لا يشعرون ، نصف الأحاديث التي يحفظونها لم يقلها النبي r وهذا رجل محب لله ولرسوله إن شاء الله ، ونحسبه محبًا لله ورسوله ، ومع ذلك يكذب على النبي r ، فيرحم الله زمانًا سمع فيه شعبة بن الحجاج رجلًا يروي حديثًا منكرًا ، فقال له: لتنتهين عنه أو لاستعدين عليك السلطان ، وكأنه لم ينته فذهب إلى أمير المؤمنين ويقول: إن رجلًا يروي حديثًا منكرًا فيعاقب بالحبس ، أو يعاقب بالمنع من التحديث ، فيرحم الله ذلك الزمان.
إن إيجاد العلماء مهمة الأمة جمعاء ، فرغ إن لم تستطع فمع آخر أربعة يكفلون طالب علم ويقولون له: فرغ نفسك ، يا جماعة نحن مقبلون على خطبٍ عظيم كل يوم يطل برأسه في الجرائد والمجلات ، ونحن نخاف على العوام لأن هذا الدين ، إذا كان هم فعلوا حرس حدود ومشددين على دخول الهروين والكوكايين ، فإن الاعتداء على البخاري أعظم من أخذ الأرض ، عندما رسم النبي rعلى صورة الخنزير ولم يتحرك الناس وكان في أوقاتها في مفاوضات على الأرض ، يا جماعة:
إن عرض النبي r أثمن من الأرض ، فلو أُخذت أرض المسلمين جميعًا من تحت أرجلهم لكان أخف ألف مرة من أن يسب النبي r وفينا عين تطرف
ينبغي أن يظهر هذا المعنى لدى الناس، وأن يوالوا رسول الله r ، وأن يدفعوا هؤلاء الذين يكذبون بسنته بلا مستند ولا برهان بإيجاد هؤلاء خط الدفاع الأول التي هى طبقة الفرسان ، ونحن نعلم أن الضحايا سيكثرون في هذه الطبقة ، الضحايا والقتلى يكثرون في الصف الأول ، لكن نمهد للذين يأتون بعد ذلك ، وقد هددنا الله تبارك وتعالى فقال:﴿ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ﴾(محمد:38) ، في مثل هذا الجحود والنكران تضيع الأمانة ﴿ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ﴾ أقول قولي هذا ، وأستغفر الله العظيم لي ولكم .