تصنيفات المقال:
موضوعات متنوعة
تاريخ النشر: 1 رجب 1436هـ الموافق 19 أبريل 2015م
عدد الزيارات: 6451
الحياء حياة القلوب
يقول ابن الجوزي رحمه الله : ( اتق الذل العاجل في الدنيا قبل الآخرة بأن تلزم حدود التقوى وأن تترك المعاصي ).
إشكالات المعاصي:المعاصي لها إشكالات كثيرة من أعظمها ذهاب الحياء من القلب وذهاب الحياء يورث العمى، عمى القلب.أما الحياء فكما قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- "الحياءُ خيرٌ كُلُه "حتى أن عِمران بن حصين ت كما في صحيح مسلم كان يحدث ذات مرة بهذا الحديث "الحياءُ خيرٌ كُلُه "
فقال له أبو قتادة ألعدوي: يا أبا نجيد إنا لنقرأ في الكتب أن منه ضعفا فاستشاط عِمران غضبا وغيظا أن يوضع مثل هذا الكلام في مقابل كلام النبي–صلى الله عليه وسلم- النبي -صلي الله عليه وسلم - يقول" الحياءُ خيرٌ كُلُه"فإذا قال قائل بل منه ضعف كأنما يرد على النبي -عليه الصلاة والسلام- فلذلك غضب عِمران غضباً شديداً من هذا الرد من أبي قتادة ألعدوي فجعل الجماعة حوله يسكنونه قالوا يا أبا نجيد إنه منا إنه طيب الهوى حتى سكن فأعاد عمران الكلام، كلام النبي -عليه الصلاة والسلام فأعاد أبو قتادة نفس الكلام فغضب عمران غضباً شديداً .
الحياء هو حياة القلب على الحقيقة :يذهب الحياء باستمراء المعاصي يفعل العبد المعصية والمعصية تزرع أختها وتدل عليها فلا يزال العبد يذنب الذنب ثم الذنب ثم الذنب حتى يخرج استقباح ذلك من القلب فيفقد المرء الحياء الذي هو الحياة كما أن الحسنة تزرع أختها فإن السيئة تزرع أختها.
والنبي –صلى الله عليه وسلم- قال كما في حديث أبي هريرة ت "الإيمان بضعٌ وسبعون شعبة" وقد ورد في بعض طرق الحديث" بضعٌ وستين "ولكن أكثر الرواة على أن اللفظ"بضعٌ وسبع"الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان"
إنما أفرد الحياء بالذكر :لأن كل شعب الإيمان تحتاج إلى الحياء، لأن المرء إذا استحي ترك القبائح جملة حتى من باب المروءة .إذا خرج الحياء من قلب العبد عمي القلب و عمى القلب أُس كل مشاكله لأن العقل في القلب ليس كما يتصور كثير من الناس أن العقل في الرأس لا العقل ليس في الرأس إنما العقل في القلب.
وعندنا آية وحديث يدلان دلالة واضحة صريحة على أن العقل في القلب .
أما الآية :فقول الله عز وجل: ﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُون بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور﴾
قوله "﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا﴾ فالعقل في القلب .
وأما الحديث :فحديث أبي سعيد ت في الصحيحين "أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال وهو يذكر الخوارج قال يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية لان أدركتهم لأقلتنهم قتل عاد"معنى الكلام :"يقرؤون القرآن "وإنما يقرأ المرء القرآن بحركة اللسان"
لا يجاوز حناجرهم " الحنجرة تحت اللسان أي أن هؤلاء يقرؤون القرآن ثم إن القرآن لا ينزل إلى العقل الذي في القلب، فلذلك إذا عرضت أية شبهة لهذا الذي يقرأ القرآن يخرج من الدين بأسرع ما أنت متصور"كما يخرج السهم من الرمية، لأن أدركتهم لأقلتنهم قتل عاد" إشارة إلى عظيم جرمهم أن يقتلهم حتى يدعهم كأعجاز نخل خاوية ،للحديث تتمة إن جمعني الله تبارك وتعالى بكم مرة أخرى.
والله سبحانه وتعالى أسأل أن يجعل ما قلته زادا إلى حسن المصير إليه وعتادا إلى يمن القدوم عليه إنه بكل جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين.