تصنيفات المقال:
الآداب والأخلاق
تاريخ النشر: 5 شهر رمضان 1436هـ الموافق 22 يونيو 2015م
عدد الزيارات: 3402
كثيرٌ مِنَّا يُهمِل وجبة السحور ولا يهتم بها.. فينام بعد أن يأكل في بداية الليل ثم يصحو مع أذان الفجر مباشرةً ليتوضأ ويصلي الفجر.
وهذا الفعل فيه تركٌ لفضلٍ عظيم، وخيرٌ عميمٌ في الدنيا والآخرة.. فضلًا عن حضور بركة الهجيع الأخير من الليل وقت السحر.. وقت الاستغفار، وتنزُّلِ الرحمات وتقبُّل الدعوات.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «تسحَّروا؛ فإن في السحور بركة» (متفقٌ عليه).
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ: "ﺍﻟﺒﺮﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺤﻮﺭ ﺗﺤﺼﻞ ﺑﺠﻬﺎﺕٍ ﻣُﺘﻌﺪِّﺩﺓ، ﻭﻫﻲ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﺴﻨﺔ، ﻭﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ، ﻭﺍﻟﺘﻘوِّﻱ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ، ﻭﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ، ﻭﻣﺪﺍﻓﻌﺔ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﺨُﻠﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳُﺜﻴﺮﻩ ﺍﻟﺠﻮﻉ، ﻭﺍﻟﺘﺴﺒُّﺐ ﺑﺎﻟﺼﺪﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﺴﺄﻝ ﺇﺫ ﺫﺍﻙ، ﺃﻭ ﻳﺠﺘﻤﻊ ﻣﻌﻪ ﻋﻠﻰ الأﻛﻞ، ﻭﺍﻟﺘﺴﺒُّﺐ ﻟﻠﺬﻛﺮ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭﻗﺖ ﻣﻈﻨﺔ الإﺟﺎﺑﺔ، ﻭﺗﺪﺍﺭﻙ ﻧِﻴَّﺔ ﺍﻟﺼﻮﻡ ﻟﻤﻦ ﺃﻏﻔﻠﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻡ".
وأخرج البخاري عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: "كنت أتسحَّرُ في أهلي، ثم تكون سرعتي أن أُدرِك السجود مع رسول الله صلى الله عليه وسلم".
متى يكون السحور؟
قوله: (باب تعجيل السحور) أي: الإسراع بالأكل إشارة إلى أن السحور كان يقع قرب طلوع الفجر. وروى مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه رضيالله عنهم: "كُنَّا ننصرِف -أي: من صلاة الليل- فنستعجِل بالطعام مخافة الفجر".
وأخرج البخاري أيضًا عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: "تسحَّرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم قام إلى الصلاة، قلت: كم كان بين الأذان والسحور؟ قال: قدر خمسين آية".