تصنيفات المقال:
الآداب والأخلاق
تاريخ النشر: 4 شعبان 1436هـ الموافق 22 مايو 2015م
عدد الزيارات: 3686
في حديث أبي هريرة وفي حديث أنس -رضي الله عنهما- في الحديث المشهور: أن رجلاً دخل المسجد، فقال: اللهم ارحمني ومحمدًا، ولا ترحم أحدًا معنا، فقال -صلى الله عليه وسلم-: «لقد تَحَجَّرْتَ واسعًا».
تَحَجَّرْتَ: أي ضيقت ما وسعه الله.
فلم يلبث أن بال في المسجد، فهموا به، فقال -صلى الله عليه وسلم-،: «لا تزرموه، وأريقوا على بوله ذنوبًا من مال».
لا تزرموه: أي لا تقطعوا عليه بوله.
انظر إلى الحكمة، الأعرابي منذ قليل يقول: اللهم ارحمني ومحمدًا.
الذي يقول هذا الكلام ممكن أن يدري حكم التبول في المسجد؟ لا.
تأمل هذه الآيات: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ﴾ [الأنعام: 112]، الذي يوحي هو شيطان الجن، كما قالت عائشة للنبي -صلى الله عليه وسلم-لما تحسسته ليلة من الليالي، كما في صحيح مسلم، وظنت أنه ذهب إلى بعض نسائه، قال: فتحسسه فإذا يدي تقع على قدميه منصوبتان وهو ساجد.
يقول: «أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، أعوذ بك منك، لا أحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك»، فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، إنك لفي شأن، وأنا في شأن آخر، وخرج من عندها، ثم رجع إليها، فوجدها غيرى، فقال: «مالك يا عائش؟ أجاءك شيطانك؟» قالت: أوليس لك شيطان يا رسول الله؟ قال: «بلى، ولكن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير».
النبي -صلى الله عليه وسلم-لما كان قوم معاذ بن جبل يقولوا له: صلِّ بنا، قال لهم: لا أترك الصلاة وراء النبي وأصلي بكم، قالوا له: صلِّ العشاء وراء النبي -صلى الله عليه وسلم-ونحن ننتظرك تصلي بنا العشاء.
فذهب يصلي خلف النبي -صلى الله عليه وسلم- جاء إمام طائر بجناحين، فدخل في المحراب، وافتتح بالبقرة، على أساس أنه يقرأ، واحد من الناس المرهقة طول اليوم يمشي وراء الجمل، طوال النهار يمشون وراء الجمل، أول ما يصلي العشاء، ينام مباشرة، أول ما رآه افتتح بالبقرة، فقال: نحن أمامنا ساعتين إلى أن ننتهي من هذه القصة، فسلم وصلى صلاة خفيفة وانصرف.
انتهى معاذ من الصلاة، فقالوا له: فلان الفلاني فعل كذا، قال: إنه لمنافق.
الشاب بلغته الكلمة، أنا منافق؟ كيف هذا؟ فشكاه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-قال يا رسول الله: «إنا أصحاب نواضح».
الناضح: البعير.
ومعاذ يصلي عندك، فجاء يوماً فافتتح بالبقرة، فسلمت وصليت، وانصرفت، فقال: إنه لمنافق.
فالنبي -صلى الله عليه وسلم-أرسل إلى معاذ، ماذا قال له؟ قال: «أفتَّان أنت يا معاذ؟»، هلا قرأت بـ﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا﴾ [الشمس: 1، 2]».
لذلك أم سلمة بنفسها لما تزوجها النبي -صلى الله عليه وسلم- والحديث في مسند الإمام أحمد، كانت إذا دخل النبي -صلى الله عليه وسلم- عليها تأخذ زينب بنتها كانت لا تزال ترضع، وترضعها، حتى لا يدخل النبي -صلى الله عليه وسلم-عليها، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم-حييًّا كريمًا، أول ما يراها ترضع زينب يخرج، كررت هذا الموقف أم سلمة أكثر من مرة.
فعلم عمار بن ياسر، وكان أخًا لأم سلمة من الرَّضاعة، وفي رواية: كان أخاها لأمها، فلما علم بذلك دخل على أم سلمة، وإذا هي ترضع زينب، فأخذ منها البنت أخذاً شديداً، وقال: دعِ هذه المقبوحة المشبوحة، التي آذت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأخذ زينب منها، حتى يبني النبي -صلى الله عليه وسلم- بأهله، فلما دخل النبي-صلى الله عليه وسلم- فلم يجد زينب، فجعل يقول: «أين زناب؟ أين ذهبت زناب؟».
في ديننا نحن نعامل الحيوانات أفضل معاملة.
قال -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتل أحدكم فليحسن القِتْلة، وإذا ذبح فليحسن الذِّبحة، وَلْيُحِدَّ أحدُكم شفرته، وليُرح ذبيحته».
وقال -صلى الله عليه وسلم-،: «لا تتخذوا الدواب كراسي»
وقال -صلى الله عليه وسلم-: «بينما امرأة بغي تمشي إذ وجدت كلباً يلهث، ويلعق الثرى من العطش، فنزعت موقها، فسقت الكلب، فشكر الله لها فغفر لها» بسقيا كلب..