تصنيفات المقال:
الآداب والأخلاق
تاريخ النشر: 4 شعبان 1436هـ الموافق 22 مايو 2015م
عدد الزيارات: 3482
كان أداء النبي-صلى الله عليه وسلم-، نادرا،لا تكاد تجد له نظيرًا ما رواه الشيخان من حديث جابر وأبو هريرة -رضي الله عنهم- أن النبي -صلى الله عليه وسلم-،حدَّث ذات يوم في مجلس وكان فيه عمر، قال: «بينما أنا البارحة دخلت الجنة، رأيت قصرًا في الجنة، فقلت: لمن هذا القصر»، فقالوا: لعمر، ورأيت عليه جارية تتوضأ، فقلت: «من هذه؟» فقالوا: هذه امرأة عمر، قال: «فذكرت غيرتك يا عمر، فوليت مدبرًا»، فبكى عمر، وقال: يا رسول الله: أعليك أغار، فأنا لم أرَ أحدًا يراعي أصحابه حتى في المنام إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-،يعني يراعي أصحابه حتى في المنام، هذا وفاء نادر.
ولما جاء بشير والد النعمان بن بشير -رضي الله عنهما- وكان يحب النعمان، أراد أن يخصه بشيء، فأبت امرأته، وقالت له: لا والله، حتى تُشهد على ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-،فجاء بشير، وقال: يا رسول الله: إني أردت أن أُنحل ابني هذا نُحلاً، أي أعطيه عطية، وجئت أُشهدك على ذلك.
فقال: «أكل ولدك أعطيت؟» قال: لا، قال: «أشهد على هذا غيري، فإني لا أشهد على جور».
مثل واحد صحابي اسمه زاهر، كان مثل جليبيب،لم يكن جميل الوجه وكان النبي -صلى الله عليه وسلم-يحبه، وكان زاهرا هذا من أهل البادية، فأنت عندما تذهب لزيارة واحد في المدينة، وتأخذ له زيارة، تأخذ له أشياء من المستظرفة، التي ليست عنده،من الأشياء التي يشتهيها، فالنبي -صلى الله عليه وسلم-، ما أعطاه أحدٌ شيئًا إلا كافأه به،.
فكان يقول: «زاهر باديتنا، ونحن حاضروه» يعني إذا جاء الحضر، ينزل عندنا، لكن هو من البادية، هو باديتنا، إما يأتي لنا بأشياء، وإما لو ذهبنا إلى البادية ننزل عليه، ففي يوم من الأيام كان زاهر في السوق في المدينة، فالنبي -صلى الله عليه وسلم-،رآه فجاءه من خلفه، دون أن يشعر، وقام بتغميض عينيه، وجعل ينادي -النبي -صلى الله عليه وسلم-،: «من يشتري هذا العبد؟» فهو يعرف صوت النبي -صلى الله عليه وسلم-فلما عرف أن النبي -صلى الله عليه وسلم- هو الذي يغمضه عينيه، فجعل لا يألوا -أي: لا يقصر- أن يلصق ظهره ببطن النبي -صلى الله عليه وسلم-والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول مازحًا: «من يشتري هذا العبد؟» فقال يا رسول الله: إذن تجدني كاسدًا،قال له: «لا، ولكنك عند الله رَبيح».
النبي -صلى الله عليه وسلم-لو قال لصحابي: اقطع لي رقبة هذا، هل أحد يستطيع أن يقول له لا؟
أنا أقول لك موقف: مخرمة والد المسور، فيه صحابي اسمه المسور بن مخرمة، وأبوه مخرمة كان صحابيًّا أيضًا، وكان بصوت أجش، فالمهم في غنائم حنين، مخرمة قال لابنه المسور: هيا بنا يا بني نذهب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-لننظر ماذا يعطينا، ؟.
المسور يقول: كان النبي -صلى الله عليه وسلم-داخل الدار، فسمع صوت مخرمة خارج الدار -وكان صوته أجش- النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل البيت، وأتى له بعباءة، قال المسور: وجعل يري أبي محاسنها،ويقول له: «خبئت لك هذا».
هل النبي -صلى الله عليه وسلم-يحتاج إلى مثل هذا؟ .
فأخذها مخرمة، فقال مسور: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «رضي مخرمة، رضي مخرمة، رضي مخرمة رضي مخرمة ».
كأن رضا مخرمة غاية لا تُدرك،.
ماذا يفعل في بيته؟
كان النبي -صلى الله عليه وسلم-في بيته، يمارس حياته بصورة طبيعية ،يمازح الصبيان، ويمازح النساء، ويساعد ويكون في مهنة أهله يخيط ثوبه ويخصف نعله، ويأكل كما يأكل العبد، ويجلس كما يجلس العبد، فإذا نودي إلى الصلاة قام إلى الصلاة.
اللهم اشف شيخنا الحويني وجميع مرضى المسلمين شفاءا لا يغادر سقما.