السؤال:
مارد فضيلتكم على شبهة أن النبي –صلى الله عليه وسلم- حاول الانتحار؟
تصنيفات الفتوى:
الحديث وعلومه
تاريخ النشر: 2015-05-09
عدد الزيارات: 5850
الجواب:
هذا الحديث رواه البخاري -رحمه الله- في سبعة مواضع من صحيحه وهو حديث بدء الوحي، أن النبي –صلى الله عليه وسلم- كان يتحنث في غار حراء حتى جاءه الملك وقال له اقرأ قال ما أنا بقارئ، قال اقرأ بسم ربك الذي خلق ثم أخذ -عليه الصلاة والسلام- ترجف بوادره وذهب إلى خديجة وقال زملوني زملوني دسروني دسروني إلى آخره، قال «خشيت على نفسي، قالت: كلا والله لن يخزيك الله أبدا» إلى آخر الحديث الذي يعرفه الناس.
رواه -البخاري رحمه الله- في كتاب بدء الوحي، وفي كتاب الأنبياء، وفي أربع مواضع من كتاب التفسير، وفي كتاب التعبير أي كتاب تعبير الرؤى.
رواه بثلاثة أسانيد عن الزهري عن عروة عن عائشة، رواه عن عقيل بن خالد عن الزهري، عن يونس بن يزيد عن الزهري، ومسلم اتفق معه في هاتين الروايتين، ورواه عن معمر بن راشد عن الزهري.
وبقية السند عن عروة عن عائشة.
أنا عندي ثلاثة من كبار أصحاب الزهري: 1-معمر بن راشد أبو عروة، 2-وعقيل بن خالد، 3-ويونس بن يزيد الأيلي، هؤلاء الثلاثة يرون الحديث عن عروة عن عائشة -رضي الله عنها-، رواية عقيل ويونس خالية من هذه الحكاية، إن النبي–صلى الله عليه وسلم- كان يريد أن يتردى من على الجبل، إنما وردت هذه في رواية معمر بن راشد، وفي كتاب التعبير، لكن كيف وردت في البخاري؟، بعدما روى البخاري الحديث وأن خديجة -رضي الله عنها- ذهبت بالنبي –صلى الله عليه وسلم- إلى ورقة بن نوفل وفتر الوحي، قال الزهري: (وبلغنا أن النبي –صلى الله عليه وسلم- لما فتر الوحي كان يأتي رؤوس شواهق الجبال، فيريد أن يتردى من على الجبل فيتبدى له جبريل – عليه السلام- فيقول له إنك لرسول الله حقا فيهدئ من روعه). إذن هذا الجزء مفصول عن الحديث الأول، لأن الزهري قال: (وبلغنا،) يعني هذا من بلاغات الزهري، ومراسيل الزهري وبلاغات الزهري شيء في الريح، هذا ليس مسندا.
لماذا أورده البخاري في الصحيح؟.
لأنه من تمام الرواية، وحتى لو افترضنا أنه صحيح فالإمام -أبو بكر الإسماعيلي- أوله تأويلا صحيحا وقال هذا من القدر الذي يبقى عند النبي من صفات الآدميين، كالخوف الجبلي، يعني موسى – عليه السلام- من أكثر الأنبياء ذكرا للخوف، قال: إني أخاف أن يقتلون، فأوجس في نفسه خيفة موسى، فخرج منها خائفا يترقب، كل هذا الخوف البشري، يعني كون النبي يخاف من الثعبان، يخاف من السبع، هذه أشياء تبقى بحكم جبلة الإنسان، فقال: لما فتر الوحي عن النبي–صلى الله عليه وسلم- حزن أنه كاد أن يفعل هذا، هذا كلام أبو بكر الإسماعيلي، لكن نحن نقول (التأويل فرع التصحيح،) القاعدة المعروفة،( لا نؤل إلا إذا صح الخبر).