السؤال:
ما حكم رؤية الخاطب للمخطوبة وأن عمر بن الخطاب كان يتلصص وأنها قالت له لولا أنك أمير المؤمنين لصككت عينيك ؟
تصنيفات الفتوى:
الحديث وعلومه
تاريخ النشر: 2015-05-08
عدد الزيارات: 11180
الجواب:
القصة ليست هكذا ، القصة أن عمر بن الخطاب أراد أن يتزوج أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب ، فقال له علي إنها صغيرة ، فقال عمر لعلي إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:( كل نسب مقطوع إلا نسبي وكل سبب مقطوع إلا سببي ) فأردت أن يكون لي سبب ونسب بأني أتزوج ابنة علي -رضي الله- عنه ، فقال له علي سأرسلها إليك فإن أعجبتك فهي امرأتك ، فلما ذهبت أم كلثوم إلى عمر بن الخطاب فكشف عمر عن ساقها أي رفع طرف الثياب ، فغضبت أم كلثوم وقالت: "لولا أنك أمير المؤمنين لصككت عينيك" أي فقأت عينيك ، ثم رجعت إلى أبيها علي بن أبي طالب مغضبة وهي تقول: "إنك أرسلتني إلى شيخ سوء فعل كذا وكذا فقال علي رضي الله عنه لها يا بنيتي هذا زوجك" ،:
هذه هي الرواية التي رواها الزبير بن بكار ورواها الإمام البيهقي في سننه ولكنها رواية لا تصح وأن هذا الخبر برمته لا يصح لأن فيه ضعفًا وانقطاعًا
بعض الناس فعلاً احتج بهذا الخبر علي جواز أن يرى الخاطب من المخطوبة أكثر من الوجه والكفين ، أن يراها مثلاً بثياب المهنة ، أي ملابس البيت ويمكن أن تكون المرأة حاسرة عن رأسها شعرها مكشوف ، ممكن تكون مرتدية نصف كٌم ، ممكن تكون الثياب قصيرة تكشف عن شيء من ساقها إنما أفتى من أفتى بهذا اتكالاً على هذا الخبر ، ونحن قد قلنا أنه خبر لا يصح .
سلمنا أنه يصح ، فما وجه تأويله ،؟
لا يمكن أن يحتج بهذا الخبر على أن يرى الخاطب ، لماذا ؟
لأن أم كلثوم كانت امرأة عمر لكنها لم تكن تعلم ، على بن أبي طالب لما طلبها عمر رضي الله عنه قال علي: أنها صغيرة ، ثم لما قال له عمر الحامل له على ذلك قال له إن أعجبتك فهي امرأتك ، وعلي بن أبي طالب هو وليها وهذا المجلس كان يجلس فيه مجموعة من الصحابة وكان يجلس الحسن والحسين ، حتى إنه في بعض الروايات أن الحسن والحسين غضبوا أن أباهم سيزوج أم كلثوم عمر بن الخطاب لفارق السن الهائل بينهما ، فلما يقول علي بن أبي طالب: إن أعجبتك فهي امرأتك .
إذن الولي وافق علي أن يكون عمر زوجًا ، لأنها عجبت عمر بن الخطاب ، لأن أم كلثوم لم تكن مجهولة لعمر بل كان يعرفها ، فعندما يقول: إن أعجبتك فهي امرأتك ، مع وجود الشهود الذين كانوا في المجلس فقد انعقد النكاح ، كل المسألة أن أم كلثوم ما كانت تعلم هذا فقط ، فلما كشف عمر عن ساقها ، كشف عن ساق امرأته وليس ساق امرأة أجنبية أنه كان لا يزال يخطب>
والكلام هذا على فرض أن القصة صحيحة ، لكن القصة ليست صحيحة ، فلو افترضنا أنها صحيحة فعمر كان زوجها فكيف يمكن أن يستدل بمثل هذا على الخاطب الذي لا يربطه أي شيء بالمخطوبة فيقال أنه يجوز له أن يراها بثياب المهنة أو أكثر من الوجه والكفين لأن عمر فعل كذا وكذا ، قلنا لو صحت الرواية فكان عمر زوجها .
إذن الجهة منفكة ولا يستدل بهذا الأثر أو هذا الخبر على إثبات المدعى فيه
ياحي ياقيوم نسألك أن تشفي شيخنا الحويني شفاءا لا يغادر سقما.