السؤال:
هل يوجد تعارض بين قوله تعالى:(وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) وحديث ابن مسعود في الصحيحين( لا تُقتلُ نفسٌ ظلمًا إلا كان على ابن ادم الأول كِفلٌ منها لأنه أول من سن القتل ) .؟
تصنيفات الفتوى:
الحديث وعلومه
تاريخ النشر: 2015-05-06
عدد الزيارات: 8783
الجواب:
الإنسان يموت ويبقى ذنبه بعده وهذا معني في كتاب الله عز وجل وفي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم:( لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ) [ النحل:25 ] هذه الآية تفسر لنا قوله تعالى:( وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) [الأنعام : 164] ، لأن بعض الناس يحتج بهذه الآية إذا سمع مثلاً قوله -صلي الله عليه وسلم- في حديث بن مسعود في الصحيحين( لا تُقتلُ نفسٌ ظلمًا إلا كان على ابن ادم الأول كِفلٌ منها لأنه أول من سن القتل ) .
بعض الناس رد هذا الحديث في الفوضى التي نعيش فيها يقول هذا حديث مكذوب لأنه يعارض القرءان، ابن آدم الأول قتل أخاه.
الحديث يقول :قتل أي إنسان من بعد ولدي آدم إلى أن تقوم الساعة ابن آدم كأنه هو الذي قتل، قال هذا الحديث باطل،ما سر بطلانه ؟ قال قوله تعالي: (وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) ، هذا قتل أخاه فما ذنبي ؟ لماذا يوضع عليه ؟ ( وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)،( كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ) [الطور : 21] .
: نحن نرد عليه بالقرءان نفسه أيضًا:
( (لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ ) ، عندما يضل إنسان آخر أليس هذا الإضلال من كسب هذا الشخص الذي أضل ، هذا من كسبه هو الذي أضله فصار من كسبه ، فلايصح أن تعارض الآية بالآية ، هذا فهم قاصر لمعني قوله تعالي:( وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) ، هذا من جملة أوزاره ، كما قال تعالى:(وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالا مَعَ أَثْقَالِهِم ْوَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ) [العنكبوت : 13] .
الإنسان إذا عمل العمل أو سن سنة سيئة كما في حديث جرير بن عبد الله البجلي وهو في صحيح مسلم وهو ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ، لا ينقص من أجور هؤلاء شيء ، ولا ينقص من أوزار هؤلاء شيء ) .
لذلك العبد إذا مات ومات ذنبه معه كان خيرًا له بخلاف ما إذا ترك الذنب يسن سنة سيئة ، يأتي لنا بعيد من أعياد الكافرين ويظل يكتب ليزين هذه الأعياد ، بدأت الناس تنفعل وتعيد نفس هذه الأعياد فعليه وزر هذا ، كل عمل سيء يتركه العبد خلفه يتوارثه العباد في صحائفه السود ، وهذه اسمها السيئات الجارية ، فإياك والسيئات الجارية تأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب .