تصنيفات المقال:
العقيدة الإسلامية
تاريخ النشر: 13 رجب 1437هـ الموافق 21 أبريل 2016م
عدد الزيارات: 4843
يقول: إن الصالحين لا يكرهون الموت .
الرد على الشبهه:
وهذا خطأ بل الصالحون يكرهون الموت ، وفي هذا يروي الشيخان حديثاً عن عائشة -رضى الله عنها- أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم- يقول: « من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه » ، فقالت: يا رسول الله كلنا يكره الموت ، ومعروف إن لفظة ( كل) من ألفاظ العموم بل من أقوى ألفاظ العموم فهاهي عائشة - رضى الله عنهاح تتحدث عن الكل: كلنا يكره الموت ، فلم يقل لها: لا يا عائشة ، ليس كل الناس يكره الموت الصالحون يحبون الموت ، فعندما ترك النبيr التعقيب عليها في هذا وترك البيان دل على أنه يقر ، وأن كل الناس يكرهون الموت « ولكن ليس الأمر كما تذهبين إليه » أي من الفهم « إن العبد الصالح إذا كان في إدبارٍ من الدنيا وإقبال من الآخرة رأى ما أعد الله له من الكرامة فأحب لقاء الله فأحب الله لقاءه ، وإن العبد الفاجر إذا كان في إدبارٍ من الدنيا وإقبال من الآخرة ورأى ما أعد الله له كره لقاء الله فكره الله لقاءه ».
فأي معنى منكر يا عباد الله في هذا الحديث حتى يقال: هذا كذب على النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ ، ويتجرأ على الدعوى إن البخاري فيه أربعمائة حديث مكذوب على النبي -صلى الله عليه وسلم- ، ويصنف رجل كتابًا يسميه ( الأضواء القرآنية لاكتساح ما في البخاري من الإسرائيليات ) ، ويُطبع في المطابع ، ويُباع على الأرصفة كأن هذه البلد ليس فيها عالم ، ويُطبع الكتاب أكثر من طبعة ، بل إن كتاب ( أضواء على السنة المحمدية ) ، لرجلٍ أزهريٍ فاسق فصله علماء الأزهر آنذاك من الجماعة الأزهرية ، ألف كتاب ( أضواء على السنة المحمدية ) يتهم أبا هريرة بالكذب على النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويُطبع هذا الكتاب في أكبر دار طبع رسمية في البلد وهي دار المعارف ، ويمر هذا ويُباع ، ويُطبع حتى إلى الآن ، فعندما يُكذب أبا هريرة حافظ الصحابة الذي دعا له النبي-صلى الله عليه وسلم- قال:« اللهم حبب أبا هريرة وأمه إلى عبادك » قال أبا هريرة: فلا يسمع بي يهودي ولا نصراني إلا أحبني عملًا بهذه البشارة ، ومات رسول الله -صلى الله عليه وسلم-وأبو هريرة حافظ الصحابة ، ما طعن واحد قط في صدقه يومًا ما.
فعندما يتكلم عن الصحابة بهذا وتطبع الكتب ويصرف العلماء الرسميين الرد جناية كبيرة من الذي يحفظ على الناس عقائدهم ؟ بدأ شك كثير يتسلل إلى الذين لا يعلمون شيئاً ، بعض الناس وأنا أتكلم عن هذه المسألة معه قال: يا أخي لا يضر السحاب نبح الكلاب بمثل هذا الظن تفسخ كثيرون كنت أتخيل كل شيء إلا شيئًا واحدًا ما تخيلته قط: أن يخرج من بين أظهرنا رجل يدعي النبوة فيجد له أتباعًا كان ممكن نصدق أي شيء إلا هذه ، يخرج رجل من بين أظهرنا يقول: أنا رسول الله والرسالة لم تختم ، ويجد له أتباعًا .
إذًا فكثير من الناس مستعد لقبول الباطل الظاهر ، وحماية عقائد الناس أمر واجب ولابد أن يقف العلماء للذود عن دينهم يقول: يا أخي البخاري في السماء ، من ولد لا يفقه شيئًا يتكلم عن البخاري ؟ اتركه ينبح هذا هو تعبيره قال: اتركه ينبح . فعندما يتكلم هو عن البخاري ويورد مثل هذه المعاني التي أوردها وكثير من الناس لا يستطيع أن يرد عليها وقع في روعه إن البخاري يروي المكذوبات ، فكلما نُقل إليه كلام قال: وما يدريني لعله مكذوب ؟ حتى يأتي ذلك على كل الوحي وحي السنة ، ولا يكون بين أيدي الناس شيء من البيان الذي امتن الله - عزوجل- به على المسلمين بوجوده ﴿ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ﴾(النحل:44) ، فإذا جاز أن يُلعب بهذا البيان فإن الإجمال لا يكفي أحدًا ، إنكار السنة من حيث التفصيل ، وإثباتها من حيث الجملة بدعة قديمة بدأت تطل برأسها .