تصنيفات المقال:
العقيدة الإسلامية
تاريخ النشر: 13 رجب 1437هـ الموافق 21 أبريل 2016م
عدد الزيارات: 9865
شبهة والرد عليها:
قال-صلى الله عليه وسلم- :« جاء ملك الموت إلى موسى رضى الله -عنه-فقال: أجب ربك ، ففقأ موسى عينه ، فصعد ملك الموت إلى الله وقال: إنك أرسلتني إلى عبدٍ لا يريد الموت ، فرد الله عليه بصره وقال: اذهب لعبدي فقل له: ضع يدك على متن ثورٍ فلك بكل شعرةٍ مستها يداك سنة ، فلما نزل ملك الموت إلى موسى رضى الله -عنه وأخبره بذلك ، قال: أي ربي ثم ماذا بعد هذا العمر الطويل ؟ قال: الموت ، قال: فالآن » رواها الشيخان عن أبي هريرة -رضى الله عنه- بإسناد في الصحيحين من أصح الأسانيد:
الاعتراض.
فيقولون: هذا حديث مكذوب على النبي -صلى الله عليه وسلم- ، والدليل على كذبه أمور ، اسمع لتعلم حجم الهجمة الشرسة ، وكيف يلعبون بكلام النبي -صلى الله عليه وسلم- ؟
قالوا:
أولًا: يستبعد هذا من نبيٍ من أولي العزم أن يفقأ عيني ملك الموت .
ثانياً: كيف يتمكن موسى- - رضى الله عنه من فقأ عين ملك الموت ومعروف خلق الملائكة وعظم خلق الملائكة .
ثالثًا: هل موسى رضى الله -عنه يكره الموت ؟ ومعلوم أن الصالحين لا يكرهون الموت .
رابعًا: أنه صعد إلى الله -عزوجل- وقال: إنك أرسلتني إلى عبدٍ لا يريد الموت ، فكأن الله لا يعلم ذلك .
الرد على الاعتراض:
انظر إلى طريقة الاعتراض بهذه الطريقة يعترض على كلام الله في الوحي المنزل قال تعالى: ﴿ وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ﴾(الأنعام:164) ، وقال تعالى:﴿ وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِم ﴾(العنكبوت:13) يعترض بنفس الطريقة كيف يحملون أثقالًا مع أثقالهم ؟ ، والله يقول:﴿ وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ﴾ ؟ كلام الله المنزل يعترض عليه بنفس الطريقة أيضًا ، فهلا قرءوا كلام أهل العلم في توجيه هذه الأحاديث ، وأنه ليس فيها أي معنى منكر ؟ . موسى رضى الله -عنه كان جالسًا في بيته فإذا به يرى رجلًا داخل البيت ، من أين دخل ؟ لا طرق بابًا ، والنوافذ مغلقة ، ودخل هذا الرجل يقول له: أجب ربك ، أجب ربك: أي سلم روحك ، هذا معنى الكلام ، أي يقتله يريد أن يقتله يريد أن ينتزع روحه ، فدفع الصائل مشروع ، أي رجل يدخل عليك ليقتلك فقاومه حتى لو أدى ذلك إلى قتله
الجواب الأول:فعندما يقول له: أجب ربك ، ففعل موسى u ما ذكره نبينا r من فقأ عين الناظر في بيت غير بيته بغير إذن فقأ عينيه ، وهذا حد شرعي له ، صعد إلى الله Uقال:« إنك أرسلتني إلى عبدٍ لا يريد الموت » ، رد عينيه ونزل فقال له: أجب ربك ، لماذا لم يفقأ عينيه في هذه المرة ؟ فقأ عينه في المرة الأولى المرأة الثانية لم يفقأ عينيه ، لماذا ؟ لأن ملك الموت u كان يأتي الأنبياء عيانًا كما رواه الإمام أحمد في مسنده بسندٍ صحيح في هذه القصة أيضًا ، فلما أراد الله أن يبتلي موسى u نزل ملك الموت هذه المرة بغير صورته التي يعرفها موسى فلذلك فقأ عينه ، فعندما رد الله - عزوجل- عليه عينه ونزل بصورته التي يعرفها موسى لم يفقأ عينه وعلم أن الأولى كانت اختبارًا وامتحانًا لذلك لم يفقأ عينه ، هذا جواب.
الجواب الثاني: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:« لم يقبض نبي حتى يخير » يخيره الله -عزوجل -بين الدنيا وبين الآخرة ، كما رواه أبو سعيد الخدري في الصحيحين قال: أن النبي صلى الله عليه وسلم-صعد المنبر يومًا فقال: « إن عبدًا خيره الله بين زهرة الحياة الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عنده » فبكى أبو بكر ، وقال: نفديك بآبائنا وأمهاتنا يا رسول الله ، قال: فتعجبنا لهذا الشيخ لِمَ يبكي ؟ ، وكان أبو بكر أعلمنا برسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو المخير خيره الله بين ما عنده وبين زهرة الحياة الدنيا ، فاختار ما عنده .
فكل نبيٍ يخير ما بين أن يلقى الله وما بين أن يعيش يختار أن يلقى الله ، ولذلك في آخر الحديث عندما قال:« أي ربي ، ثم ماذا ؟ قال: الموت ، قال: فالآن » حينئذٍ خُير أنه يعيش بعدد سنوات شعر العجل أو أنه يلقى الله ، فلما خُير وعلم أن ذلك من عند الله اختار ما عند الله ، فعندما نزل عليه ملك الموت بغير صورته المعهودة وقال: أجب ربك أي سلم روحك ، ولم يسبق أن نزلت علامة ، أو علم موسى إن في علامة فظن أن هذا مفتري فعاقبه بفقأ عينه ، ولذلك لم يفقأ عينه في المرة الثانية .