تصنيفات المقال:
الزهد والرقائق
تاريخ النشر: 9 شوال 1436هـ الموافق 26 يوليو 2015م
عدد الزيارات: 7042
ضعف النفس وغلبة الهوى قد يغلبان على صاحبهما فيصيران حائلًا هائلًا بينه وبين الحق، وعضدًا وساعدًا على الباطل.
ومن أقبح ما حذرنا منه النبي صلى الله عليه وسلم استغلال اللحن وحسن البيان لبخس حقوق الغير، وظلمهم والادعاء الباطل عليهم، ومنه أيضًا استغلال أبواق الإعلام في تشويه الحق وتزيين الباطل..
عن أمِّ سلمة رضي الله عنها: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّكم تختصمون إليَّ، ولعلَّ بعضكم أَلْحَن بحجَّته من بعض، فمن قضيت له بحقِّ أخيه شيئًا، بقوله: فإنَّما أقطع له قطعة من النَّار فلا يأخذها» (متفق عليه).
قال المناوي: "«أَلْحَن» -بفتح الحاء-: الفَطَانَة، أي: أَبْلغ وأَفْصح وأعلم في تقرير مقصوده، وأَفْطن ببيان دليله، وأقدر على الــبَرْهنة على دفع دعوى خصمه، بحيث يُظنُّ أنَّ الحقَّ معه، فهو كاذب، ويُحْتمل كونه من اللَّحن، وهو الصَّرْف عن الصَّواب، أي: يكون أَعْجز عن الإِعْرَاب بحجَّته من بعض" (فيض القدير).