تصنيفات المقال:
الزهد والرقائق
تاريخ النشر: 8 شهر رمضان 1436هـ الموافق 25 يونيو 2015م
عدد الزيارات: 2788
لقد امتن الله على من أدرك رمضان بنعمة عظيمة لا يعرف فضلها إلا من حرم منها بموته أو سقمه، ليتطهر المسلم به من ذنوبه ويتخلص فيه من عيوبه وليصلح ما بينه وبين ربه، فقد مضى من عمره ما مضى في الغفلة والزلة، وقد آن الأوان ليتخفف من أحمال الذنوب والعصيان.
والعجيب الذي يملك عليك حيرتك ويثير دهشتك أن بعضًا من الناس لا يجعل هذا الشهر محطة تزود إيمانية يخرج منها وهو أتقى لله وأقرب من الله وأخشى لله، بل إنه ربما تلطخ بالذنوب فيه أكثر من غيره، فها أنت تراه يضيع أغلى عمره في متابعة السفاسف عبر كثير من القنوات الفضائية من فوازير راقصة ومسابقات سيئة أو مسلسلات خليعة وأفلام ماجنة فيها من العري والسفور والكلمات البذيئة والعبارات القبيحة والمواقف المخزية والأنغام المطربة ما تفسد به القلوب ويضعف به الإيمان وتقوى به نوازغ الشيطان على الإنسان.
فيصوم بطنه عن الأكل الحلال ليبقى بصره يرتع في الحرام وتظل أذنه تلقف الحرام ويبقى قلبه مستودعًا لسهام أعوان الشيطان ينكتون فيه الأدواء والأمراض والأسقام.
وتعظم الفجيعة عندما تكون متابعة القنوات الفضائية سببًا للوقوع في تضييع الفرائض كالصلوات أو عدم القيام بالواجبات كالعمل المتعلق بالذمة أو لتضييع الأمانات كضياع الزوجة والأبناء.
والواقع شاهد بالآثار السيئة والثمار الخبيثة لمتابعة هذه القنوات، فهل من مدَّكر؟!
ونحن نوجه الدعوة لمن احترقوا بالآثام على مدى العام، هاهو رمضان أظلكم، وهو نفحة من نفحات الله في أيام دهركم، فلا تضيعوها بغفلتكم، فإن المحروم من حرم خير هذا الشهر، والمغبون من خرج من سوق الربح بخسارة موجعة لا يفيق منها إلا في يوم التغابن، ولا يعرف قيمتها إلا في يوم الحسرة، ورغم أنف عبد أدرك رمضان ولم يغفر له.