تصنيفات المقال:
الفقه وأصوله
تاريخ النشر: 5 شهر رمضان 1436هـ الموافق 22 يونيو 2015م
عدد الزيارات: 3215
منزلة الصيام في الإسلام:
صيام رمضان ركن من أركان الإسلام العظام، فرضه الله عز وجل في شعبان في السنة الثانية من الهجرة، وقد صام رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة رمضانات في تسع سنين، ثم توفي.
حكم من ترك صيام رمضان:
من ترك صيام رمضان جاحدًا لوجوبه كفر.
ومن ترك صيام رمضان تهاونًا وكسلًا فليس بكافر، لكنه آثم إثمًا عظيمًا، فتجب عليه التوبة، وقضاء ما ترك من الصيام الواجب.
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان» (مُتفقٌ عليه).
حكمة مشروعية الصيام:
شرع الله عز وجل الصيام لحكم عظيمة لا تحيط بها العقول، ومنها:
- أن الصوم عبادة عظيمة جعله الله وسيلة لتقوى الله عز وجل، والتقوى من أعظم مقامات الدين بعد الإيمان، وبها ينال المؤمن السعادة في الدنيا والآخرة.
- الصوم مدرسة خلقية كبرى، يتدرَّب فيها المؤمن على مكارم الأخلاق، وضبط النفس، وكبح جماحها، ومقاومة الأهواء، ومحاربة نزغات الشيطان، والكرم والبذل ابتغاء وجه الله تعالى.
- الصوم تزكية للنفس، وتطهير لها من الأخلاق الرذيلة، والأخلاط الرديئة، وفيه راحة للجهاز الهضمي، يستريح فيه من الامتلاء والتفريغ، فيستعيد نشاطه وقوته.
- الصوم من أعظم الطاعات التي يثاب عليها المؤمن ثوابًا لا حدود له؛ لأنه لله، ولأنه قائم على الصبر الذي أجره بغير حساب، ففيه الصبر على طاعة الله، والصبر عن معصية الله، والصبر عن الشهوات، والصبر على أقدار الله.
- الصوم يعلم المؤمن الأمانة، وحسن مراقبة الله في السِّر والعلن، ويُعوِّد النفس على الانضباط في الأكل والشرب وسائر الأحكام، وهو سر بين العبد وربه.
- الصوم يقوي الإرادة، ويشد العزيمة لفعل الأوامر، واجتناب النواهي، ويساعد على صفاء الذهن للذكر والفكر.
7- الصوم يشعر المسلمين كافة بطعم الأخوة والوحدة في مشارق الأرض ومغاربها؛ لأنهم جميعًا يصومون رمضان في وقتٍ واحد، ويصومون ويفطرون في كل بلد في وقتٍ واحد.
8- الصوم يبعث في الإنسان عاطفة الرحمة والشفقة والأخوة، فيدفعه إحساسه بالجوع إلى صلة الآخرين، ومواساة الفقراء والمعوزين، ويتذكَّر بحرمانه من الأكل والشرب في وقت محدود إباحته له طول العام، فيُكثِر من الشكر لربه.
- الصوم يُجدِّد حياة الإنسان، ويريح المعدة وجهاز الهضم من العمل المستمر، ويُخلِّص الجسم من الفضلات المترسبة، والأطعمة والعفونات غير المهضومة، ويضيق مجاري الشيطان الذي يؤز النفوس للمعاصي.
- الصوم جهاد للنفس، وتخليص لها مما علق بها من شوائب الدنيا وآثامها، وكسر حدة الشهوة، وعبودية النفس والهوى.
- إجابة الدعاء، وحصول النصر، مرتبط بتطهير النفوس وصفائها، وخلوصها وسُموِّها، وتعلُّقِها بالخالق دون غيره. وفي رمضان تتوجه القلوب المخبتة، والأنفس الصائمة، والألسن الذاكرة، لرب الأرض والسماء، فيستجيب دعاؤها، ويقضي حاجاتها، وينصرها على عدوها.
- في الصوم سكون النفس الأمارة بالسوء، وكسر سورتها عن حمل الجوارح على المعاصي، فالنفس إذا جاعت سكنت جميع الأعضاء من العين واللسان والأذن والبطن والفرج عن المعاصي، وإذا شبعت تحركت للمعاصي.
اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا اللهم آمين.