تصنيفات المقال:
الفقه وأصوله
تاريخ النشر: 5 شهر رمضان 1436هـ الموافق 22 يونيو 2015م
عدد الزيارات: 4720
تعريف الصوم لغةً واصطلاحًا كما ذكر صاحب الفقة الإسلامي وأدلته:
تعريف الصوم:
الصوم لغةً: الإمساك والكف عن الشيء، قال: "صام عن الكلام"، أي: أمسك عنه، قال تعالى إخبارًا عن مريم عليها السلام: {إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا} [مريم من الآية:26] أي: صمتًا وإمساكًا عن الكلام، وقال العرب: "صام النهار: إذا وقف سير الشمس وسط النهار عند الظهيرة".
شرعًا: هو الإمساك نهارًا عن المفطِّرات بنِيَّة من أهله من طلوع الفجر إلى غروب الشمس. أي أن الصوم امتناع فعلي عن شهوتي البطن والفرج، وعن كل شيء حِسي يدخل الجوف من دواء ونحوه، في زمنٍ مُعيَّن: وهو من طلوع الفجر الثاني أي الصادق إلى غروب الشمس، من شخصٍ مُعيَّن أهل له: وهو المسلم العاقل غير الحائض والنفساء، بنِيَّة وهي عزم القلب على إيجاد الفعل جزمًا بدون تردُّد، لتمييز العبادة عن العادة.
مراحل فرض الصيام:
الصيام فيه نوع مشقة على النفوس، فأخذت به على التدريج شيئًا فشيئًا لتعتاده وتألفه على ثلاث مراحل:
الأولى: فُرِضَ صيام عاشوراء، وهو العاشر من مُحرَّم.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كانت قريش تصوم عاشوراء في الجاهلية، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه، فلما هاجر إلى المدينة، صامه وأمر بصيامه، فلما فرض شهر رمضان قال: «من شاء صامه، ومن شاء تركه» (مُتفقٌ عليه).
الثانية: ثم نُسِخَ إيجاب صيام عاشوراء، وفُرِضَ صيام رمضان على التخيير بين الصيام والفدية كما قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ . أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة:183-184].
الثالثة: ثم فُرِضَ صوم رمضان على كل مسلم بدون تخيير كما قال سبحانه: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة:185].
حكم صوم رمضان:
يجب صوم رمضان على كل مسلم، بالغ، عاقل، مقيم، قادر على الصوم ذكرًا كان أو أنثى، وأن تكون الأنثى خالية من الموانع كالحيض والنفاس، وهذا خاص بالنساء.
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ . أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}.
وقال الله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بُنِيَ الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان» (مُتفقٌ عليه).
وعن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه: "أن أعرابيًا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثائر الرأس، فقال: يا رسول الله، أخبرني ماذا فرض الله عليَّ من الصلاة؟ فقال: «الصلوات الخمس إلا أن تطوع شيئًا». فقال: أخبرني ما فرض الله عليَّ من الصيام؟ فقال: «شهر رمضان إلا أن تطوع شيئًا».
فقال: أخبرني بما فرض الله عليَّ من الزكاة؟ فقال: فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم شرائع الإسلام، قال: والذي أكرمك، لا أتطوع شيئًا، ولا أنقص مما فرض الله عليَّ شيئًا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفلح إن صدق، أو: دخل الجنة إن صدق»" (مُتفقٌ عليه).