تصنيفات المقال:
القرآن وعلومه
تاريخ النشر: 24 جمادى الآخرة 1436هـ الموافق 14 أبريل 2015م
عدد الزيارات: 12716
فيا ليتني أعطيت القرآن عمري.
يمكن الفترة الأخيرة التي منعنا فيها من ارتياد المساجد كانت فترة مباركة أن يعيد المرء قراءة القرآن مرة أخرى، قراءة السنّة مرة أخرى، لأن كثرة الدروس وكثرة مخالطة الناس تذهب بكثير من طمأنينة القلب، فلما أتيح لنا أن نخلوا بكتاب ربنا وبسنة نبينا -صلى الله عليه وسلم- انكشف كثير من الغطاء، وتذكرت شيخ الإسلام ابن تيمية لأنه قضى حياته في جهاد كل الفرق المخالفة للكتاب والسنة، لكنه في آخر حياته لما سجن وخلا من هذه الجولات التي كان يجولها مع أهل البدع ولاشك أن مجادلة أهل البدع تسود القلب من كثرة كلامهم.
خلا ابن تيمية -رحمه الله- بنفسه وسجل ندمه على أنه لم يفرغ نفسه للقرآن، خلا بكتاب ربه -تبارك وتعالى- في قعر السجن وأعطى قلبه لهذا الكتاب النجيب فكان له أكبر الأثر على نفسه، كثير من الآيات كان الواحد يقرأها ولا يقف كثيرًا عند معانيها، تسنى لي أن أجلس وأن أفعل هذا، فيا ليتني أعطيت القرآن عمري.