السؤال:
هناك مجموعة من الناس تتكلم في العلماء والمشايخ ، فنرجو من حضرتك أن توجه لهم بعض النصائح ؟
تصنيفات الفتوى:
الآداب والأخلاق
تاريخ النشر: 2015-05-03
عدد الزيارات: 2050
الجواب:
نقول لهذا السائل ليس هناك إنسان معصوم من الخطأ ولكن الميزان الذي عليه علماء السنة هو قياس الحسنات والسيئات ، وتقرأ للإمام الذهبي في ترجمة محمد بن نصر المروزي ومحمد بن جرير الطبري وغيره ممن أخِذَ عليهم بعض الأشياء
يقول الإمام الذهبي:( لو قمنا بتبديع بن نصر وابن خزيمة ما سلم لنا أحد) لا هذا ولا ذاك، طالما أن الإنسان 1-عقيدته صحيحة 2-ومنهجه صحيح فأي خطأ في الفروع مغتفر،حتى لو كان الخطأ في العقيدة ينبغي أن يُناظر هذا الإنسان، لاحتمال1- أن يكون عنده قضية مغلوطة ، نصححها له ،أو 2-لاحتمال أن يكون المعترض هو المخطئ ، وهذا الرجل عنده علم زائد على هذا المعترض فيستفيد .
النصيحة يجب أن تكون في السر،ما أمكن ذلك، قبل أن نتكلم على العلن إذا كان هذا الإنسان مخلصا فعلا ، فإنه لا يُشهر بأخيه لان هذه الأعراض مصونة، صانها الشرع
حتى قال الشافعي رحمه الله::
تعمدني بنصحك في انفرادِ ولا تلقي النصيحةَ في الجماعة
فإن النصحَ بين الناسِ نوعٌ من التوبيخ لا أرضى استماعهَ
فإن خالفتني وعصيتَ قولي فلا تجزع إذا لم تُعطَ طاعة
وينبغي أن يكون الإنسان حريصا على إخوانه،هل من كثرة العلماء الموجودين نظل نهدم في هذا ونهدم في هذا ونهدم في هذا ، نحن عندنا قحط بالنسبة للعلماء الربانيين، الذين فتح الله عز وجل قلوب الناس لهم معدودون ، أنت تستطيع أن تعد هؤلاء .
فنحن الآن مثل رجل فقير عليه ثياب باليه فعنده خياران إما أن يخلع ثيابه ويمشي عاريا أو يرقع ثوبه ، فحتى لو افترضنا جدلا أنه يؤخذ على بعض أهل العلم شيء ، وأنا لا يعجبني هذا الشيء هذا الرجل كم نفع الله عز وجل به من عباده ، سقى الله به بلاده وعباده ، فأنا في هذه الحالة أرقع هذا الثوب الخلق المقطع ولا أخلعه وأرميه ويمشي المرء عريانا ، لا سيما إذا كان يمكن التواصل ، وهذه القضية نحن نعيش فيها منذ سنين طويلة ونسمع السب بآذاننا ، ونرى الذين يسبوننا بأعيننا ، وما سببناهم وما رددنا عليهم ، وليس معنى سكوتنا أنهم ليس عندهم عورات ، أو ليس عندهم ما يؤخذ عليهم ، لا بل عندهم ما يؤخذ عليهم ، لكن نحن يا إخواننا عندنا ما يشغلنا عندنا عدو متربص ، فنحن نقدم الأخطر فالأخطر ، عندما يكون هناك إنسان يسلط جام غضبه وجهله ومعاول هدمه على السنة مثلا ، وإذا صح له ذلك ، سننزل أنا والذي يخاصمني تحت القدمين ، فأنا أقول لأخي هذا الذي أعترف له بالفضل وإن كان بغى علينا ،.
أقول ما قال علي بن أبي طالب في الخوارج الذين كفروه لما سئل أكفروا؟ (قال من الكفر فروا ولكنهم قومٌ أصابتهم فتنة فعموا وصموا ثم قال إخواننا بغوا علينا )، فنحن نتعامل مع إخواننا بهذه الصورة ، ونحن نعلم أنهم بغوا علينا ، ولكننا لم نسلط ألسنتنا يوما من الأيام عليهم وأقول لهم كما قال الله تعالي (قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ )(الزمر-46).
وأقول كما قال أبو العتاهية:
إلى ديان يوم الدين نمضي وعند الله تجتمع الخصوم