السؤال:
ما أسباب وعلاج الالتزام الظاهري للشباب؟
تصنيفات الفتوى:
الدعوة إلى الله
تاريخ النشر: 2015-05-09
عدد الزيارات: 2998
الجواب:
لا شك أن الالتزام قديماً كان أفضل وأجود لأن الغربة قوة وهذا مالا يَفطنُ إليه كثير من الناس يتصور أن الغربة ضعف لا الغربة قوة لماذا؟ لأن الغربة معناها قلة القلة معناها نقاوة بخلاف ما إذا دخل الألوف المؤلفة في الالتزام فيدخل في الصف من ليس منه أضف إلي ذلك بأن الألوف المؤلفة تحتاج إلي كتائب من المربين وهذه المسألة غير واردة .
وهناك كثير من الناس يحملون هذه الصحوة المباركة وهذا الإقبال علي دين الله عز وجل تحمله بعض التبعات من مخالفات الأفراد فعندما يكون هناك ألوف من الناس أقبلوا علي الله الفضائيات,قد يقول المرء كلمة يسمعها, الملايين وتؤثر فيهم تأثيراً ايجابياً جيداً فهذا الإنسان الذي تأثر له ماضِ ضارب في الفوضى وعنده مظالم وبدا له أن يلتزم لا يستطيع أن يلزم شيخاً لماذا؟ قد يكون في مكان و هذا الشيخ الذي اهتدي علي يديه في مكان آخر بعيد فيبدأ هذا الإنسان إذا دخل في هذا الحشد المبارك يتصور أنه سيدخل مجتمعاً كمجتمع الصحابة يقرأ عنه في الكتب أويسمع علي المنابر أو يسمع , المحاضرات لا يسمع إلا المثال الصحيح,فيقبل علي هذا المجتمع وهو يظن أن هذا المجتمع كالذي يسمعه علي المنابر أو كالذي يقرأه في الكتب فقد يفاجأ أن هناك أخلاق سيئة،وأن هناك أُناس ينصبون فقد يكون ملتح وينصب يأخذ أموال الناس ويهرب بها وقد يكون رجل مدلس يخفي عيب البضاعة مثلاً .
فالقصة ليست عيب اللحية ولا يجوز أن نحمل اللحية أبداً ولا الالتزام تبعة هذا الأمر هذا الرجل كان في الأصل نصاباً ثم دخل هذا المجتمع فلم يجد أي كادر يربيه بدأ يبرد شيئاً فشياً كان نصاب بدون لحية صار نصاب بلحية فأنا أقول هذا الكلام حتى لايُظن أننا ندافع علي طول الخط عن كل ملتحِ أو ندافع علي طول الخط عن كل إنسانة منتقية لا نحن صُرحاء مع أدوائنا ومع عللنا ليس معني ذلك أنه لا يلتح أو أنها لا تنتقب لا فهذه مسألة وهذه مسألة أخري.
فالتربية تكون باللحظ وتكون باللفظ.
ممكن يأتي إنسان في محاضرة من المحاضرات كان جاهلاً بموضوع معين سمع مني الموضوع مُلخص بطريقة جيدة محكمة خرج من عندي عالماً بهذا الموضوع فالجاهل يمكن أن يتعلم بكتاب أو بكتابين لكن التربية تحتاج إلي ديمومة وتحتاج إلي ملاحظة من أجل ذلك الذي يربي لابد أن يكون موجود في مكان واحد لكي يُتاح لمن يريد أن يَتربي أن ينظُر إليه بخلاف الذي يًعلِم.
عبدالله ابن المبارك رحمه الله : يقول :( كانت إذا ساءت منا الظنون نأتي الفضيل بن عياض فننظر إلي وجهه ثم نرجع كأن وجهه وجه ثكلي).
فهذه التربية باللحظ فالإنسان ,المربي يمكن أن لا يتكلم يربي فقط بالنظرة فهؤلاء الألوف المؤلفة التي أقبلت تريد أن تنهل, من الكتاب والسنة فلابد أن يكون هناك علماء ومربون فأين هم ؟: فتفاجأ أن هؤلاء الألوف ليس لهم من يربيهم فاليوم في مواقع النت يوجد مواقع لتأسيس الإلحاد فلا يوجد دروس في المساجد الآن ماعدا خطبة الجمعة التي ينتظرها الملايين فمن المفترض أن تكون تذكرة للملايين من الجماهير فهذه الملايين أصبحوا غير قادرين علي الوصول للخطيب الكفء.
فالمسألة عدم وجود مربين مسألة عسيرة جداً ومحزنة :
فالجماهير تحتاج لهذه الكتائب من المربين لذلك تجد ،الشاب بعد فترة من الفترات لا يجد أحد يربيه يرجع إلي سيرته الأولي فنتج عن كل هذه الإفرازات جانب سلبي آخر وهو الالتزام الظاهري فقط لكن من الداخل لا تجد عبادة ولاتجد قراءة قرآن ولا التزام حقيقي وهذا لا يكون إلا بمجاورة أهل العلم علي الجانب الآخر هناك نشأ آخرون شغلتهم أن يتكلموا في أهل العلم فنحن نقول:
من ذا الذي تُرضي سجاياهُ كُلُها*
كفي المرءُ نبلاً أن تُعدُ معايبه.
- وبكل أسف قد يتورط بعض هؤلاء النشء في الكلام فيمن علمهم ذكر الله وفتق لسانهم بذكر الله -تبارك وتعالي.
فنحن نقول الوفاء يولد مع المرء فالوفاء سجية مثل الحلم كما يولد المرء عصبياً ويولد المرء نذلا أو خسيساً فهذه سجايا والوفاء ليس له مدارس من أجل هذا لو أنك رمقت هذا الذي تكلم في شيخه أو فيمن علمه لو رمقته في بقية حياته بكل أسف ستجد لا يختلف كثيراً عن تصرفه مع هؤلاء
لكن الحقيقة الحل الوحيد في هذه المسألة:
أن يكثر العلماء الربانيون الذين فشي ذكرهم وفضلهم في الأمة ينبغي أن لا يُحال بينهم وبين الجماهير لأنهم بركةٌ وخيرٌ علي أمتهم .
ونذكر دليلا علي ذلك في حديث عائشة رضي الله عنها في صحيح البخاري:
(لما أوذي أبو بكر الصديق -رضي الله تعالي عنه- لما أراد أن يخرج ويترك مكة لقية زيد ابن الدغنه وهو سيد القارة قال إلي أين يا أبا بكر قال أخرجني قومك فأريد أن أسيح في الأرض فأعبد ربي فقال يا أبا بكر مثلُك لا يخرج ولا يُخرج إنك لتحمل الكل وتصل الرحم وتقري الضيف وتعين علي نوائب الحق ارجع وأنا جارٌ لك وفي العشية ذهب إلي أشراف قريش وقد اجتمعوا حول الكعبة وقال أمثل أبي بكر يخرج مثله لا يخرج أي من تلقاء نفسه ولا يخُرج أي لا ينبغي لأحد أن يخرجه أنه ليفعل كذا.........)
فهؤلاء أهل بركة وخير علي بلادهم وأممهم إنهم يفعلون مثل مايفعل أبا بكر رضي الله عنه أو بعض مايفعل أبا بكر رضي الله عنه.