السؤال :
هل الإمام مسئول عن المأمومين وهل يتحمل تبعة هذا الساهي؟، وهل الإمام له فضل؟
تصنيفات الفتوى:
الفقه وأصوله
تاريخ النشر: 2015-05-04
عدد الزيارات: 5384
الجواب:
نريد أن نذكر الأخوة أن النبي -صلي الله عليه وسلم - نهي عن التدافع, إلي الإمامة, لأن الإمامة فيها استشراف, وفيها حظ نفس,لاسيما إذا كان صوته جميلاً, والناس تُحبُ الصلاة وراءه وكلما دخل يطلبون منه أن يؤمهم, فمن الممكن دخول حظ نفسه عليه فيمتنع أن يدخل, أقول له يمتنع إذا كان هناك كفيء يُصلي بالناس وخشيَ هو علي نفسهِ,أما إذا كان لا يخشي علي نفسهِ وكل إنسان أدري بنفسه, لكن لا يتأخر إذا كان يعلم أن كل الموجودون ليس فيهم كفئاً للإمامة, فهذا إذا تأخر وتقدم رجلٌ آخر, يلحنُ لحناً جلياً في القراءة فهذا المُتأخِر آثم,ولا يحمل الإمام مشاكل المأمومين خلفه (لاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) .
لكن معني قول النبي -صلي الله عليه وسلم -(فإن أصاب فله ولكم, وإن أخطأ فعليه ولكم) فكلمة عليه هنا فليس المقصود أنه يحمل تبعة من قصر في الصلاة, لكن المقصود لو أن رجلاً سها في الصلاة مثلاً, فهو عند حضوره صلاة الجماعة , سيأخذ قدراً من الدرجات فكأن الثواب الذي حصله هذا المأموم. بصلاة الجماعة خلف هذا الإمام, يجبُر هذا السهو, بخلاف ما إذا صلي وحدهُ وسها.
فالنبي - صلي الله عليه وسلم- يقول (صلاة الرجل في الجماعة تعدلُ صلاة الفذ بخمسِ وعشرين) في حديث الصحابة جميعاً.
وفي حديث ابن عمر وحده (تعدل سبعاً وعشرين) فلو صلي وحده سيأخذ درجة مثلاً,لو سهي تقل هذه الدرجة, بخلاق ما لو صلي جماعة يمكن أن يأُخذ خمسةَ عشر درجةَ, فلو بسبب السهو قلت هذه الخمسة عشر,عشرة فيكون فاز بقدرٍ من الأجر, فكأن ثواب الجماعة يجبُر سهو الساهي, فهذا هو المقصود من الحديث وليس معناهُ أن الإمام يتحمل خطأ من خلفهُ, وإلا لأنسد باب الإمامة, وعندنا النص القرآني,(لاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)